ألقى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي مساء اليوم الخميس 1 محرم 1447هـ الموافق 26 يونيو 2025م بمناسبة ذكرى الهجرة النبوية للعام 1447هـ وآخر التطورات والمستجدات.
وفي مستهل كلمته قال السيد عبدالملك الحوثي: نتوجه بأطيب التهاني والتبريك لأمتنا الإسلامية كافة بمناسبة قدوم العام الهجري الجديد.. وكما نبارك للجمهورية الإسلامية في إيران بمناسبة الانتصار الكبير على العدو الإسرائلي المعتدي الغاشم المجرم الظالم.. ونبارك لأمتنا الإسلامية كافة بالانتصار العظيم لإيران الذي هو بحق انتصار لمصلحة الأمة الإسلامية بكلها.
وأضاف السيد القائد: إن الهزيمة التي مني بها العدو الإسرائيلي وشركاؤه المجرمون في مقدمتهم الأمريكي والبريطاني والألماني والفرنسي تمثل انتصارا للأمة الإسلامية جميعا.
واقع أمتنا في مستوى الاهتمامات وطبيعتها يغرق في اهتمامات جزئية على حساب الاهتمامات الكلية
وأردف السيد القائد قائلا: ينبغي أن تكون نهاية عام وبداية عام جديد مما يذكرنا ويلفت نظرنا تجاه إدراك أهمية الوقت وقيمة الوجود والحياة ومسؤولياتنا.. هذه المرحلة تحمل في طياتها الكثير من المتغيرات فيما يتعلق بنا كمسلمين في مسيرة عمل المجتمع البشري بشكل عام.. حالة مؤسفة في واقع المسلمين أن تغيب عنهم الكثير من الاهتمامات والأهداف والكثير من القضايا ذات التأثير المهم.
وقال السيد القائد عبدالملك الحوثي: قدوم عام جديد يذكرنا بحقيقة وجودنا في هذه الحياة وأهمية الاستثمار الصحيح للوقت والعمر في العمل الصالح.. وينبغي أن تكون نهاية عام وبداية عام جديد مما يذكرنا ويلفت نظرنا تجاه إدراك أهمية الوقت وقيمة الوجود والحياة ومسؤولياتنا.. هذه المرحلة تحمل في طياتها الكثير من المتغيرات فيما يتعلق بنا كمسلمين في مسيرة عمل المجتمع البشري بشكل عام.
وقال السيد القائد: حالة مؤسفة في واقع المسلمين أن تغيب عنهم الكثير من الاهتمامات والأهداف والكثير من القضايا ذات التأثير المهم.. هناك مساع كبيرة للأعداء فيما يتعلق بتتويهنا كأمة وفي تشتيت انتباهنا وفي إلهائنا وصرف اهتماماتنا عن الأمور المهمة.
وأضاف السيد القائد: هناك مساع كبيرة للأعداء فيما يتعلق بتتويهنا كأمة وفي تشتيت انتباهنا وفي إلهائنا وصرف اهتماماتنا عن الأمور المهمة.. واقع أمتنا في مستوى الاهتمامات وطبيعتها يغرق في اهتمامات جزئية على حساب الاهتمامات الكلية والكبيرة التي تحل الكثير من المشاكل.. واقع الآخرين من الأمم يختلف عنا، فهي تدرك أهمية الزمن وقيمة الوقت، وتجعل من الوقت من أهم المقاييس لمستوى الإنجاز العملي.. البلدان الناهضة لديها اهتمام وإدراك لأهمية الوقت واستثماره إلى أقصى حد ممكن لتحقيق إنجازات مهمة.
المسلمون هم من أكثر الشعوب إضاعة للوقت مع أن القرآن الكريم يعلمنا القيمة العالية جدا للوقت
وأضاف السيد القائد: في واقعنا نحن كمسلمين تمر عشرات الأعوام وبعض الشعوب غارقة في أزمات معينة هندس لها الأعداء.. للأسف الشديد المسلمون هم من أكثر الشعوب إضاعة للوقت مع أن القرآن الكريم يعلمنا القيمة العالية جدا للوقت.. يفترض بنا كمسلمين أن نكون أكثر الأمم على وجه الأرض استيعاباً لمدى أهمية الوقت والزمن والعمر.. من المؤسف جداً أن يستثمر البعض وقته في الذنوب والمعاصي، وهذا خدمة للباطل وشر على الإنسان نفسه وعلى أمته.
وقال السيد القائد: مع نهاية عام ودخول عام جديد يجب أن نحرص على التقييم الواقعي كأشخاص أو مجتمعات أو فئات أو كأمة.. وللأسف الشديد أن الكثير من المسلمين لا يعتمدون التاريخ الهجري مع أنه يُعبر عن هوية الأمة.
استقامتنا في هذه الحياة مهمة لنا هنا في الدنيا ومهمةٌ جداً لنا في الآخرة
وأردف السيد القائد عبدالملك الحوثي قائلا: حالة خطيرة عندما يتَّجه الإنسان في اهتماماته المعيشية مُؤْثِراً لها، ومنفصلاً بها عن ذكر الله سبحانه وتعالى، وعن هدية، عن الأعمال الصالحة، عن الالتزامات الإيمانية.. الحالة التي يتحسَّر فيها الإنسان أشد الحسرات حينما يأتيه الموت، وهو- فعلاً- كان لا يحسب حساب هذه اللحظة: لحظة الرحيل من هذه الحياة، والاتِّجاه إلى عالم الآخرة.. يقول تعالى {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي}، متى؟ في الحياة الدنيا، في هذه الحياة التي نُضِيْعها، لا ندرك قيمة الوقت فيها، قيمة الزمن فيها.. الوقت، والزمن، والعمر، الذي هو مما نُسأل عنه يوم القيامة، يُسأل الإنسان عن عمره فيما أفناه.. إذا لم يُقَدِّم العمل الصالح، وفق تعليمات الله، وهدي الله، وأوامر الله- يكون مصيره إلى نار جهنم والعياذ بالله.
وأضاف السيد القائد: في نار جهنم تشتد الحسرات، الإنسان يتحسَّر أشد الحسرات عند لحظة مفارقته لهذه الحياة، ويتحسَّر حسرات شديدة جداً يوم القيامة.. يقول تعالى {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ}، أدركوا حينها كم كانت هذه الحياة مهمةً في العمل الصالح؛ لكن ليس هناك أي فرصة إضافية.. ويقول تعالى.. {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ}، العمر هذا الذي أعطانا الله في هذه الدنيا هو حُجَّة لله علينا في الآخرة، حُجَّة على من يضيعه في الأعمال السيئة والعبث.
وأردف قائلا: ينبغي أن تكون نهاية عام، وبداية عامٍ جديد، مما يُذَكِّرُنا ويلفت نظرنا تجاه هذه الحقيقة: عن أهمية حياتنا ووجودنا.. نسعى إلى الاهتمام الواعي، أن يكون اهتمامنا العملي، فيما ننشغل به، فيما نهتم به، اهتماماً واعياً، يجعل من تذكُّرنا للآخرة دافعاً لاستقامتنا في هذه الحياة.. استقامتنا في هذه الحياة مهمة لنا هنا في الدنيا، ومهمةٌ جداً لنا في الآخرة، في مستقبلنا في الآخرة.. هذا درس مهم في مسألة الاستفادة من الزمن، وكيف يكون للمسألة أهمية لدى الإنسان، أن يمضي عام، وأن يأتي عامٌ جديد، أن يكون لهذا أهميته بالنسبة لك، فيما تتذكَّره من هذه الحقائق.
العدو الإسرائيلي حضر للعدوان على إيران بسقف عال
وقال السيد القائد: حجم تحضيرات العدو الإسرائيلي للعدوان على إيران في إطار الدعم الأمريكي كانت تحضيرات كبيرة امتدت لعام وأكثر.. العدو الإسرائيلي حضر للعدوان على إيران بسقف عال.. الأخطر في العدوان على إيران هو مساعي العدو الإسرائيلي لإزاحة الجمهورية الإسلامية من طريقه بهدف السيطرة على المنطقة.
وأضاف السيد القائد: الموقف الباكستاني من العدوان الإسرائيلي على إيران مقارنةً ببقية الأنظمة والدول كان موقفاً متقدماً وواعياً.. الموقف التركي كان موقفاً يمتاز بالوضوح والصراحة والوعي بما يسعى له الأعداء ويخططون له وعن حقيقة أطماعهم.
وأكد السيد القائد أن هزيمة العدو الإسرائيلي هي هزيمة له وللأمريكي معه ولداعميه الغربيين.. مشيرا إلى أن ما عبر عنه الكافر ترامب هو الذي يبين السقف الأعلى في أهداف الأعداء عندما تحدث عن استسلام غير مشروط.. كان سقف العدوان هو الاستسلام الكامل بغير شروط ثم في نهاية المطاف أوقفوا عدوانهم إيقافاً غير مشروط بدون أي شروط..
وقال السيد القائد: الهزيمة على المستوى العسكري للعدو الإسرائيلي واضحة في أنه فشل في تحقيق أهدافه في تدمير ما يريد أن يدمره في إيران.. العدو الإسرائيلي عجز عن حماية نفسه من الصواريخ الإيرانية، وتكبد خسائر كبيرة جداً.. الموجات الصاروخية الإيرانية كانت كابوساً كبيراً جداً للعدو الإسرائيلي وجعلت واقعه في حالة غير مسبوقة.. الصهاينة اليهود كانوا خلال مدة العدوان على إيران في وضع غير مسبوق من الخوف والرعب والاختباء في الملاجئ.
ما ينقص أمتنا هو التعاون سواء مع الشعب الفلسطيني أو في القضايا الجامعة
وأضاف السيد القائد عبدالملك الحوثي: الصهاينة اليهود عاشوا الأجواء التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة فيما يتعلق بالقصف والدمار.. هزيمة العدو الإسرائيلي كبيرة، وإيران انتصرت بقيادتها والحرس الثوري والنظام الإسلامي والشعب الإيراني.
وقال السيد القائد: انتصار الجمهورية الإسلامية في إيران هو نصر للمسلمين جميعاً وللعرب وللقضية الفلسطينية.. إسقاط النظام الإسلامي في إيران أو استسلامه وإخضاعه هو الشيء المستحيل في الواقع والبعيد عن التنفيذ.. لو تحققت أهداف العدوان على إيران لانعكس ذلك على واقع المنطقة بشكل كبير.. العنوان الأساس للعدوان على إيران هو تغيير الشرق الأوسط، ومعنى ذلك أنهم سيتجهون إلى بقية الأنظمة والبلدان.
مراكز المساعدات في قطاع غزة هي مصائد للموت بهندسة أمريكية لقتل وإبادة الفلسطينيين
وأوضح السيد القائد أن منظمة التعاون الإسلامي لم تصدر سوى بيان إدانة للعدوان على إيران، وما ينقص المنظمة هو التعاون على خلاف اسمها.. ما ينقص أمتنا هو التعاون، سواء مع الشعب الفلسطيني أو في القضايا الجامعة.
وأشار السيد القائد أنه من النعمة الكبيرة والنصر الإلهي أن ينهزم العدو الإسرائيلي بالرغم من جبروته وعدوانيته وما بحوزته من إمكانات ودعم أمريكي وغربي.. مراكز المساعدات في قطاع غزة هي مصائد للموت بهندسة أمريكية لقتل وإبادة الفلسطينيين، وهذا فظيع ومأساوي جداً.
وقال السيد القائد: إن الاقتحامات والانتهاكات لباحات المسجد الأقصى مستمرة.. اعتداءات العدو الإسرائيلي في القدس والضفة الغربية مستمرة بكل أشكالها وأنواعها.. الاعتداءات على لبنان وسوريا مستمرة.. بالمقابل عمليات الأخوة المجاهدين في قطاع غزة مستمرة ومتنوعة في كل محاور التوغل، المجاهدون في غزة كبدوا العدو الإسرائيلي خسائر مباشرة.
من أشد العمليات فتكاً بالعدو الكمين النوعي المركب الذي نصبه مجاهدو القسام في خان يونس
وأضاف السيد القائد عبدالملك الحوثي: من أبرز العمليات ومن أشدها فتكاً بالعدو الكمين النوعي المركب الذي نصبه مجاهدو القسام يوم الثلاثاء الماضي في خان يونس.. قتل وجرح أكثر من 20 من جنود العدو بالرغم من محاولات التكتم والتعتيم الإعلامي على حجم خسائره في كمين خان يونس.. تجلى في كمين خان يونس مستوى الاستبسال والإقدام للإخوة المجاهدين في كتائب القسام.
إجمالي ما تم إطلاقه منذ بداية الجولة الثانية 309 صواريخ بالستية وفرط صوتية ومسيرات
وقال السيد القائد: فيما يتعلق بالإسناد من يمن الإيمان والحكمة والجهاد خلال شهر ذي الحجة فقد نفذت العمليات بـ25 صاروخاً بالستياً وفرط صوتي ومسيرة.. إجمالي ما تم إطلاقه منذ بداية الجولة الثانية منذ الخامس عشر من شهر رمضان المبارك 309 صواريخ بالستية وفرط صوتية ومسيرات.
وأضاف السيد القائد: كنا سعيدين جداً بما نشاهده من موجات الصواريخ الإيرانية التي انهمرت بشكل كبير على العدو الإسرائيلي وألحقت به الدمار الهائل.. الروحية الجهادية والنهج الجهادي والبناء المتحرر المستقل على وصل بالجمهورية الإسلامية إلى ما وصلت اليه من إمكانات وقدرات.. لم يتمكن العدو الإسرائيلي أن يستمر حتى لأسبوعين في العدوان على الجمهور الإسلامية في إيران رغم أنه أعلن في البداية عن أسبوعين.
وأكد السيد القائد أن الإغلاق المستمر للبحر الأحمر في وجه الملاحة الإسرائيلية هو مستمر بشكل تام وميناء أم الرشراش متعطل كذلك.. أما فيما يتعلق بالأنشطة الشعبية في بلدنا هي مستمرة بزخم عظيم على مستوى المسيرات والمظاهرات والوقفات القبلية والطلابية وغيرها.. وبالنسبة للمظاهرات والمسيرات في الأسبوع الماضي بلغت 1108 مسيرات وكذلك الوقفات ومعها الأنشطة المستمرة للتعبئة العامة كذلك.. والأسبوع الماضي خرجت مظاهرات في أربع دول مسلمة، وخرجت مظاهرات في 17 بلداً من بلدان أوروبا وأمريكا وأستراليا.
آمل أن يكون الخروج المليوني عظيماً نصرة للشعب الفلسطيني ومباركة للشعب الإيراني في الانتصار العظيم
وأردف السيد القائد قائلا: في بداية العام الهجري الجديد أقول لشعبنا العزيز يا يمن الإيمان، ويا أحفاد الأنصار، دوركم ومشروعكم مرتبط بالإسلام، في تجسيد قيمه وحمل رايته والجهاد في سبيل الله، صِلوا الحاضر بالماضي العظيم والمشرف ولا تبتغوا عنه بدلاً.. الخروج المليوني غدا ينبغي أن يكون مميزاً كفاتحة للعام الهجري الجديد، وأن يكون بالزخم اليماني والحضور الشعبي الواسع.. النصرة للشعب الفلسطيني المسلم المظلوم وللمقدسات الإسلامية هي من الوفاء لرسول الله ومن الجهاد في سبيل الله.. وأدعو شعبنا العزيز إلى الخروج المليوني العظيم الواسع الكبير يوم غد في افتتاح العام الهجري الجديد بميدان السبعين في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات.. آمل أن يكون الخروج المليوني عظيماً نصرة للشعب الفلسطيني ومباركة للشعب الإيراني في الانتصار العظيم، والثبات في الجهاد وتجديداً للعهد لرسول الله بالثبات على نهج الإيمان.