الأربعاء, أبريل 16, 2025
- Advertisment -
Google search engine
الرئيسيةآراءنكبة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م

نكبة ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م

إسماعيل محمد المعبري

في مثل هذا المساء الذي يصادف ٢٦ من سبمتبر في العام ١٩٦٢م، اكتملت حلقات التأمر الدولية على اليمن، الذي كان يتمتع بحكومة وطنية مستقلة، ذات هوية وطنية معبرة عن قيم المجتمع اليمني المتمسك بأهداب الشريعة الإسلامية…!!!
نعم لقد كانت المملكة المتوكلية اليمنية الدولة الوحيدة – ليس في الإقليم العربي، بل ومن بين مختلف الأمم والشعوب التي كانت تعاني من شدة وحشية الإستعمار الأجنبي المباشر، أو من التبعية له – هي الدولة الوحيدة التي تتمتع بإستقلال تام…!!!
إن مراجعة التاريخ مراجعة موضوعية أمر لازم لازب، لإغناء وإثراء البحث العلمي القائم على الموضوعية، وبعيدا عن التشنجات والخطابات الشعبوية التي أسست وتؤسس لفقه سياسي لا ينسجم مع حقائق الوقائع التاريخية التي دفعت بالمجتمع إليمني إلى حلقات مفرغة من العنف والعنف المضاد…!!!
لقد مثل يوم ٢٦ من سبتمبر ١٩٦٢م نكبة وماساة حقيقية نتجرع الامها ونجتر مآسيها حتى اللحظة، ولازالت اصدائها حية شاخصة تترد ليس في حياتنا اليومية وحسب، بل وفي أروقة وكواليس ودهاليز المنظمات الدولية، وعلى نحو أبرز منظمات المجتمع المدني…!!!
في هذا اليوم فقد اليمنيون هويتهم، وعزتهم، وكرامتهم، واستبيحت أرضهم وانتهكت أعراضهم، وعمل القادمون المتلفعون بغطاء مساندة ما اسمونه ثوار الثورة، على نشر قيم وأخلاقيات لاتتصل بالمجتمع وقيمه النبيلة بأي صلة…!!!
لقد فقد اليمنيون اعرافهم القبلية الرفيعة التي كانت تمثل اروع القوانين الناظمة لحياتهم والضابطة لإيقاع تعاملاتهم اليومية، تلك الأعراف التي شكلت الرديف للقيم التي اتت بها الدعوة المحمدية، على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم…!!!
لقد أفتقد اليمنيون للأمن وحالة الإنسجام التي كانوا ينعمون بها، ووجدوا أنفسهم في حالة من القتل والإقتتال والفوضى، الأمر الذي عطل مسارات التنمية التي كانت قد بدأت في مطلع أربعينيات القرن الماضي…!!!
لقد تم بناء أول مصنع للغزل والنسيج في شبه الجزيرة العربية، وبدأت عمليات شق وتعبيد الطرق، وبناء المدارس، وإرسال البعثات التعليمية، وإنشاء الكليات والمدارس العسكرية، ومنها مدرسة الطيران، وغيرها الكثير من المشاريع الحيوية التي لا يتسع المقام لذكرها…!!!
لقد كان الشعب اليمني يصدر الحبوب وغيرها من الغلال التي كانت ترفد المالية العامة للدولة…!!!
وما أن حلت عليه نكبة ١٩٦٢م، حتى تحول إلى متسول، يستجدي قوته وبقائه على قيد الحياة من الآخرين، الأمر الذي جعل الدولة بكل مكوناتها تعتمد في بقائها على إحسان الآخرين، حتى وصلت إلى حالة الدولة الفاشلة…!!!
إن تقييم أداء أي نظام سياسي لا يمكن أن يتأتي إلا من خلال النتائج الغائية التي وصل إليها المجتمع…!!!
كما أنه لا يمكن تقييم أداء أي مؤسسة إلا من خلال مخرجاتها…!!!
لقد تحولت اليمن بعمقها التاريخ التليد إلى دولة وظيفية ضعيفة تابعة تتأرجح في تبعيتها بين كل من القاهرة والرياض، خلال الفترة ماقبل ثورة ٢١ من سبتمبر٢٠١٤م؛
وعليه فإن الغالبية العظمى من ابناء الشعب يحدوهم الأمل في أن تحافظ على زخمها، وأن تستمر في عطائها الذي أدهش وابهر العالم…!!!
نعم لقد تم ذلك بفضل قيادتها الفذة المتمثلة في المجاهد القائد العلم والعالم الجليل السيد /عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، أيده الله وأمده بنصر من عنده؛
حيث استطاع ومعه المخلصين من الأنصار في ظروف بالغة الدقة والصعوبة، وأوضاع بالغة التعقيد، وإمكانات لبست شحيحة، بل تكاد تكون منعدمة أن يحول التحديات والمخاطر إلى فرص، بموجبها منح الشعب القدرة على الصمود والتحدي في مواجهة العدوان…!!!
وتمكن من أن يعيد لليمني ليس ثقته بنفسه وحسب بل وللبلد اعتباره بين الأمم…!!!
ولا يزال الشعب يطمح في تحقيق الكثير، ويدرك أنه يمكن تحقيق المزيد من المنجزات، بتظافر الجهود والتناغم البناء بينه وبين قيادته الوطنية…!!!
وهو إذ يتطلع إلى ذلك يحبس أنفاسه يراهن على اللحظة التي سوف تبدأ معها عملية الشروع في التغيير الجذري الذي وعد به القائد في خطابه الأخير بمناسبة الإحتفاء بالذكرى التاسعة لثورة ٢١ من سبتمبر ٢٠١٤م.

المجد والخلود للشهداء، الشفاء للجرحى، الحرية للأسرى، الصمود والنصر للشعب اليمني المجاهد.

صنعاء
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣م

مقالات ذات صلة