الوقائع – خاص:
الاتفاق الأخير بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني ليس مجرد نهاية لمعركة “طوفان الأقصى”، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة في معادلات الصراع.
هذه المرحلة تبرز فيها المقاومة كفاعل رئيسي قادر على فرض إرادته رغم الظروف الصعبة، وتثبت أن الدعم العربي والإسلامي، خاصة من اليمن وإيران، يعزز صمودها ويحقق الانتصارات.
وفي بيان قوي يعكس التزام اليمن بقضية فلسطين، أكد المجلس السياسي الأعلى أن الاتفاق يعد انتصارا للشعب الفلسطيني ومجاهدي المقاومة، وفي مقدمتهم حركتا حماس والجهاد الإسلامي.
وشدد المجلس على أن هذه المعركة التي استمرت 15 شهرًا أثبتت إمكانية هزيمة جيش الاحتلال، رغم الدعم الأمريكي والغربي الكبير له.
بارك المجلس للأسرى الفلسطينيين وذويهم قرب تحررهم، مؤكدًا أن صمودهم أسهم في تحقيق هذا النصر.. مجددا موقف اليمن الثابت في دعم المقاومة الفلسطينية بكافة أشكال الدعم، حتى تحرير فلسطين كاملة.
كما أشاد المجلس بالعمليات النوعية التي نفذتها جبهات الإسناد في لبنان والعراق، مثمنا دور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دعم المقاومة الفلسطينية.
وأوضح المجلس أن الجمهورية اليمنية تراقب عن كثب مدى التزام الكيان الصهيوني بتنفيذ الاتفاق.. مشيرا إلى أن القوات المسلحة اليمنية في حالة استعداد وجهوزية لأي تطورات قد تستدعي تدخلها لمواصلة دورها في إسناد فلسطين.
تصريحات عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي أكدت أن الترسانة العسكرية اليمنية قادرة على الردع، وأن اليمن جاهزة لفرض معادلات جديدة إذا لزم الأمر.
كما وجه المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، تحية خاصة لأنصار الله وشعب اليمن.. مشيدا بعنفوانهم الذي فرض معادلات جديدة في الصراع.
ووصف أبو عبيدة اليمن بأنه “توأم غزة” في التحدي والكرامة، مؤكدًا أن إرادة المقاومة تمتد لتجمع الشعوب الحرة مهما بعدت المسافات.
وفي الأثناء أشاد المجلس السياسي الأعلى وأبو عبيدة بالدعم الإيراني المستمر، وبالتضحيات التي قدمها حزب الله في معركة الأمة ضد الاحتلال.
وسائل الإعلام الصهيونية لم تخفِ قلقها من الهجمات اليمنية المكثفة التي سبقت وقف إطلاق النار.
وأقرت هيئة البث الصهيونية والقناة 12 العبرية بأن وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن جاء فقط نتيجة وقف إطلاق النار في غزة، ما يشير إلى أن اليمن كانت لاعبًا رئيسيًا في الضغط على الاحتلال.
الاتفاق الأخير يؤكد أن المقاومة ليست مجرد قوة صامدة، بل طرف قادر على فرض معادلات جديدة في المنطقة. اليمن، بموقفه الثابت ودعمه الفعّال، يعزز من هذه المعادلات ويؤكد أن الأمة قادرة على مواجهة الاحتلال إذا توحدت إرادتها.