الأربعاء, أبريل 16, 2025
- Advertisment -
Google search engine
الرئيسيةتقارير و حواراتإيران تفاجئ العالم بحاملة الطائرات المسيّرة "الشهيد باقري".

إيران تفاجئ العالم بحاملة الطائرات المسيّرة “الشهيد باقري”.


الوقائع – خاص :

في خطوةٍ تحمل دلالات استراتيجية عميقة، كشف حرس الثورة الإسلامية اليوم عن أول حاملة طائرات بدون طيار، التي أُطلق عليها اسم “الشهيد بهمن باقري”، وذلك خلال حفل التدشين الذي حضره القائد العام للحرس الثوري، الجنرال حسين سلامي.

هذه الحاملة، التي جاءت بعد إعادة هندسة وتحويل سفينة الحاويات “برارين” إلى منصة قتالية متطورة، تشكل تحفة عسكرية فريدة، تعكس نهجًا جديدًا في التعامل مع التحديات البحرية.


قدرات متطورة تعيد تشكيل المشهد البحري


تتميّز “الشهيد باقري” بمواصفات تقنية متقدمة تعزز قدرة إيران على فرض معادلات جديدة في المواجهات البحرية، حيث يبلغ طولها 240 مترًا وارتفاعها 21 مترًا، ومزودة بمنظومات تسليح متكاملة تشمل:


60 طائرة مسيّرة قادرة على تنفيذ هجمات دقيقة وضربات استباقية في أي نقطة بحرية.
30 قاذفة صواريخ تدعم عمليات الاشتباك البحري المباشر والردع طويل المدى.
صواريخ كروز سطح – سطح ذات دقة عالية، ما يمنحها قدرة هجومية بعيدة المدى.
مدرج طيران بطول 180 مترًا مهيأ لإطلاق المسيّرات والطائرات العمودية في عمليات متواصلة.
هذه المواصفات تمنح الحاملة قدرة قتالية فريدة، حيث تجمع بين القوة الهجومية للمسيّرات ودقة الصواريخ المتطورة، مما يجعلها سلاحًا متعدد المهام في أي مواجهة بحرية مقبلة.


رسالة واضحة في توقيت حساس


تدشين “الشهيد باقري” لم يأتِ في فراغ، بل جاء في توقيت حساس يتزامن مع التصعيد العسكري في المياه الإقليمية، حيث تعرضت السفن الأمريكية والبريطانية لهجمات متكررة خلال الأشهر الماضية في البحر الأحمر. ورغم امتلاك الغرب لأساطيل ضخمة مثل حاملات الطائرات USS Gerald R. Ford وHMS Queen Elizabeth، فإنّ تعرضها للاستهداف يعكس حقيقة جديدة: لم تعد حاملات الطائرات التقليدية وحدها قادرة على فرض السيطرة، خصوصًا أمام تكنولوجيا المسيّرات وصواريخ كروز المتطورة.


إيران، التي تواجه حظرا عسكريا وعقوبات قاسية منذ عقود، أثبتت مجددًا قدرتها على تطوير حلول غير تقليدية، من خلال تحويل سفن مدنية إلى وحدات قتالية متطورة. هذا التكتيك لا يعزز فقط قوة البحرية الإيرانية، بل يشكل تحديًا استراتيجياً أمام القوى الغربية التي تعتمد على قطع بحرية ضخمة وباهظة التكلفة.


تغيير قواعد المواجهة البحرية


فيما تعتمد الولايات المتحدة وبريطانيا على حاملات طائرات تقليدية تتطلب أساطيل مرافقة ضخمة لحمايتها، تقدم “الشهيد باقري” نموذجا مختلفا قائما على المرونة والقدرة الهجومية السريعة، ما يعني أن المواجهة البحرية لم تعد تدور حول السفن الأكبر حجمًا، بل حول القدرة على تنفيذ ضربات دقيقة، غير متوقعة، ومن منصات يصعب رصدها أو استهدافها بسهولة.


هذا التطور يغير طبيعة الصراع في المنطقة، فبينما يراهن الغرب على القوة النارية الضخمة عبر أساطيله المنتشرة، تراهن إيران على التكتيكات غير التقليدية والأسلحة الذكية والمسيّرات الانتحارية، ما يعزز قدرتها على إرباك أي خصم في المواجهات البحرية القادمة.


من الردع إلى فرض المعادلات


تدشين حاملة الطائرات المسيّرة “الشهيد باقري” يمثل نقلة نوعية في استراتيجية إيران البحرية، فبعد أن كانت تعتمد في السابق على الزوارق السريعة والصواريخ الساحلية، باتت اليوم تمتلك منصة هجومية متنقلة، قادرة على تنفيذ عمليات في أعماق البحار. هذا التطور يمنح طهران إمكانية توسيع نفوذها البحري، ليس فقط في الخليج وبحر العرب، بل أيضًا في مناطق النزاع الأخرى مثل البحر الأحمر وشرق المتوسط.


موازين القوى لم تعد كما كانت


لم يعد البحر ساحةً حصريةً للقوى التقليدية، فقد أثبتت إيران أنها قادرة على فرض معادلات جديدة بأسلحة غير مكلفة، لكنها مؤثرة بشكل غير مسبوق. واليوم، مع دخول “الشهيد باقري” الخدمة، تتأكد حقيقة واحدة: المياه الإقليمية لم تعد تحت السيطرة المطلقة للأساطيل الغربية، بل باتت ساحة مفتوحة لصراع الأدوات الذكية، حيث المسيّرات والصواريخ الدقيقة تلعب الدور الأهم في تحديد موازين القوى المستقبلية.

مقالات ذات صلة