الوقائع| تحليل..
في خطوة غير متوقعة، بدأت إسرائيل تلمّح إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إيران، وهو ما يثير تساؤلات حول دوافع هذا التحول المفاجئ في السياسة الإسرائيلية، ومدى تأثيره على المشهد الإقليمي والدولي، فهل يعكس هذا التوجه رغبة إسرائيلية في تهدئة التوترات، أم أنه مجرد تكتيك سياسي لتحقيق مكاسب استراتيجية؟.
السياق السياسي والعسكري
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيداً عسكرياً بين الطرفين، حيث نفذت إسرائيل ضربات جوية استهدفت مواقع إيرانية حساسة، وردت إيران بهجمات صاروخية واسعة النطاق. ورغم أن المواجهة العسكرية كانت محتدمة، إلا أن التصريحات الأخيرة تشير إلى وجود قنوات خلفية للتفاوض، قد تكون مدفوعة بضغوط دولية أو مصالح مشتركة غير معلنة.
أهداف إسرائيل من التلويح بالاتفاق
هناك عدة أسباب قد تدفع إسرائيل إلى تبني هذا النهج الجديد، منها تخفيف الضغط الدولي؛ فبعد التصعيد العسكري الأخير، تواجه إسرائيل انتقادات دولية متزايدة، وقد يكون التلويح بالاتفاق محاولة لاحتواء هذه الضغوط.. ومن الأهداف أيضا إعادة ترتيب الأولويات؛ مع تصاعد التهديدات الإقليمية، قد ترى إسرائيل أن التوصل إلى تفاهم مع إيران يمكن أن يتيح لها التركيز على ملفات أخرى، مثل العلاقات مع الدول العربية أو مواجهة التحديات الداخلية.. أيضا قد تهدف إسرائيل من التلويح للتوصل إلى إتفاق عمل استراتيجية تفاوضية؛ وقد يكون هذا التحرك مجرد مناورة سياسية تهدف إلى اختبار مدى استعداد إيران لتقديم تنازلات في ملفات حساسة، مثل البرنامج النووي أو دعم محور المقاومة في المنطقة.
ردود الفعل الإيرانية والدولية
إيران، من جانبها، لم تصدر موقفاً رسمياً واضحاً حول هذه الإشارات الإسرائيلية، لكن بعض التقارير تشير إلى أن طهران تدرس إمكانية الدخول في مفاوضات جديدة، خاصة في ظل الضغوط الاقتصادية التي تواجهها.. أما على المستوى الدولي، فقد رحبت بعض القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أكبر حلفاء إسرائيل، بأي خطوة نحو التهدئة، بينما تبدي روسيا والصين تحفظات، خشية أن يكون الاتفاق مجرد وسيلة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة.
السيناريوهات المحتملة
في ظل هذه التطورات، يمكن تصور عدة سيناريوهات للمستقبل:
– اتفاق محدود: قد يتم التوصل إلى تفاهم جزئي يشمل وقف التصعيد العسكري وتبادل بعض الضمانات الأمنية.
– مفاوضات طويلة الأمد: قد تدخل إسرائيل وإيران في مفاوضات ممتدة، تتناول ملفات أكثر تعقيداً مثل البرنامج النووي الإيراني.
– تصعيد جديد: إذا فشلت هذه الإشارات في تحقيق تقدم ملموس، فقد تعود المواجهات العسكرية إلى الواجهة، مما يعيد المنطقة إلى حالة التوتر السابقة.
التلويح الإسرائيلي بالاتفاق مع إيران يمثل تحولاً مهماً في المشهد السياسي، لكنه لا يزال يحيط به الكثير من الغموض، فهل ستنجح هذه التلميحات في تحقيق تهدئة حقيقية، رغم أن الكثير من السياسيين يؤكدون أن إسرائيل تتفنن في أسلوب الخداع والمراوغة، أم أنها مجرد خطوة تكتيكية ضمن لعبة النفوذ الإقليمي؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد عن النوايا الحقيقية للطرفين ومدى جدية هذا التوجه الجديد.