الوقائع| تقرير
منذ اللحظة الأولى في 7 أكتوبر 2023، انطلقت غزة في مواجهة مفتوحة مع العدو الصهيوني في معركة وجودية غير مسبوقة.. مقاومة فلسطينية صلبة كسرت صورة “الجيش الذي لا يُقهر”، وأجبرت الكيان على الاعتراف بهشاشته على المستويات كافة.
اليوم، لم تعد غزة مجرد ساحة اشتباك، بل تحولت إلى كابوس دائم يطارد عقول جنود الكيان، مع انهيار نفسي متصاعد، وتراجع ملحوظ في ثقة الشارع الصهيوني بقيادته العسكرية والسياسية.
اعتراف بالهزيمة
العديد من المحللين والقيادات في الكيان الصهيوني يعترفون بالهزيمة التي مُني بها جيش العدو في غزة، ويؤكدون أن تحقيق “نصر مطلق” بات ضربًا من المستحيل.
المحلل العسكري روعي شارون قال صراحة: ” الحرب في غزة لا يمكن أن تنتهي بالنصر، حان الوقت لوقف الحرب لصالح مصلحة إسرائيل”.
أما والدة أسير صهيوني، التي فقدت ابنها في غزة، فصرّحت بحسرة: “استسلمنا في 7 أكتوبر ويجب أن نستسلم اليوم حفاظًا على أرواح أبناءنا”، هذه الكلمات تكشف عن مأزق الكيان الكبير داخليًا.
غزة.. حرب نفسية مدمرة
المقاومة لم تقاتل بالأسلحة فقط، بل استخدمت حربًا نفسية محكمة، الكمائن في الأزقة، القناصة، الأنفاق، العمليات التفجيرية المدوية، تحولت إلى كوابيس حقيقية تطارد جنود الكيان.
صحف عبرية كشفت أن أكثر من 36 جنديًا أقدموا على الانتحار في غضون عامين من الحرب في غزة، فيما يعاني أكثر من 30% من الجنود من اضطرابات نفسية حادة (PTSD)، منهم من رفض العلاج لخوفه من وصمة العار.
قصص الانهيار النفسي التي يرويها جنود العدو الصهيوني عن وحشية المعارك في غزة جعلت من الكابوس حقيقة يومية، وحدات كاملة أُبيدت في كمائن، وصراخ الرعب يملأ أجواء الثكنات.
تفكك داخلي وعجز قيادي
هذه الأزمة النفسية انعكست على تفكك شامل في الكيان، استطلاعات الرأي عبرت عن تراجع الثقة في القيادة العسكرية إلى أقل من 40%، مع موجة من الاحتجاجات والانتقادات في الإعلام والسياسة.
صحيفة “معاريف” كشفت أن عدد القتلى من جنود العدو بلغ 893 جنديًا خلال عامين، وسط حالة من الإرباك والخوف من مواجهة الحقيقة، مما يزيد من هشاشة النظام برمته.
المقاومة.. إرادة لا تُقهَر
غزة أثبتت أن إرادة الصمود أقوى من كل التكنولوجيا والدبابات، الأنفاق، الكمائن، والعمليات النوعية أدّت إلى تحطيم معنويات العدو، وجعلت كل جندي يعود يحمل جحيمًا نفسيًا يصعب شفاؤه.
المقاومة اليوم ليست مجرد قوة ميدانية، بل مدرسة للإرادة التي لا تُكسر.
خذلان عربي ودعم غربي
رغم الفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، يستمر الخذلان العربي الرسمي، بينما يواصل الغرب دعم الكيان عسكريًا وسياسيًا، في مشهد يعكس سياسة مزدوجة تجاه القضية الفلسطينية.
لكن هذا الدعم لم ينفع الكيان في تجاوز أزماته المتزايدة، ولا في كسر عزيمة المقاومة التي ما زالت تصنع الإنجازات.
غزة تنتصر
غزة ليست مجرد ميدان معركة، بل ساحة تُخاض فيها معركة الإرادة والكرامة في وجه واحدة من أعتى آلات القتل في العصر الحديث.
اليوم، يقف الكيان الصهيوني محطمًا نفسيًا، ومفككًا من الداخل، أمام مقاومة لا تملك إلا الإيمان والصبر، لكنها تهزم بالثبات ما عجزت عنه الجيوش.
لقد أثبتت غزة أن الهزيمة ليست في خسارة الأرض، بل في انكسار الروح، وأن النصر ليس بالعدد والعدة، بل بالوعي والحق الذي لا يُهزم.. في كل نفق وكمين، في كل مواجهة وقصة صمود، كتبت غزة معادلة جديدة لا يفهمها الكيان ولا يطيقها.
وعلى كل حر وشريف في هذا العالم أن يدرك أن غزة ليست فقط أرضًا تُقصف، بل ضميرًا يُحاصر، وقضية تختصر معركة الإنسانية كلها.. لا تطلب غزة الشفقة، بل تنتظر المواقف.
فهل من أحرار لا يزالون يؤمنون أن الوقوف مع الحق ليس خيارًا، بل واجب لا يسقط بالتقادم؟