السبت, أغسطس 2, 2025
- Advertisment -
Google search engine
الرئيسيةالأخبار الرئيسيةملخص كلمة السيد القائد عبدالملك الحوثي بمناسبة يوم الولاية للعام 1446هـ

ملخص كلمة السيد القائد عبدالملك الحوثي بمناسبة يوم الولاية للعام 1446هـ

الوقائع| تقرير..
ألقى السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي اليوم السبت 18 ذو الحجة 1446هـ الموافق 14 يونيو 2025م كلمة بمناسبة يوم الولاية للعام 1446هـ.
في بداية كلمته توجه السيد القائد للشعب اليمني وكل الأمة بأطيب التهاني والتبريكات بمناسبة عيد الغدير الأغر يوم الولاية.. مشيرا إلى أن الشعب اليمني العزيز يحتفل بهذه المناسبة كل عام بإرثه الإيماني الذي ورثه عبر الأجيال.. منوها إلى أن الاحتفال بيوم الولاية هو من الفرح بنعمة الله تعالى وإظهار الفرح بها.
ونوه السيد القائد عبدالملك الحوثي إلى أن إحياء هذه المناسبة -يوم الولاية- يصاحبها الشهادة بكمال الدين وشهادة ببلاغ الرسول صلى الله عليه وآله.. مؤكدا أن إحياء يوم الولاية إحياء لمبدأ إسلامي عظيم في امتداد الولاية وتحصين الأمة من الولاء لليهود والنصارى.

استنهاض المسلمين للمشاركة في فريضة الحج
وقال السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: الرسول صلوات الله عليه وعلى آله، وفي السنة العاشرة للهجرة، عندما اقترب موسم الحج، عَمِلَ نفيراً واسعاً، واستنهاضاً كبيراً للمسلمين، للمشاركة في أداء فريضة الحج في ذلك العام.. فقد كان يرسل رسله إلى القبائل العربية، إلى المسلمين في مختلف المجتمعات، يدعوهم إلى المشاركة في الحج في تلك السنة، في ذلك العام، ويحثُّهم على ذلك، ويستنفرهم لذلك.
وأضاف السيد القائد: كانت نتيجة ذلك -استنهاض المسلمين للمشاركة في فريضة الحج- أن ذلك الحج، في ذلك العام، لربما كان من حيث كثرة الحجاج وتوافدهم غير مسبوق ما قبله في تاريخ الجزيرة العربية.

وقال السيد القائد: لم يسبق أن حج العرب إلى بيت الله الحرام بتلك الأعداد الكبيرة، والجموع الغفيرة.. حيث كان ما قبل ذلك هو الحج الإسلامي في السنة التاسعة للهجرة، لم يكن الحضور فيه بذلك الشكل، ولم يحضر فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ.

عملية استنفار وتحشيد كبير
وأوضح السيد القائد عبدالملك الحوثي أن عملية الاستنفار الواسع، والتحشيد الكبير، للمشاركة في أداء الحج في ذلك الموسم نجحت بشكلٍ كبير، وكان الحضور بعشرات الآلاف، وبأكثر من مائة ألف حاج، نسبة ضخمة جداً من الحجاج مقارنةً بعدد الناس آنذاك في ذلك الزمن.. فقد كان رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، حج في تلك السنة بنفسه، وحشد الناس للحج بأقصى ما أمكن، وسُمِّي ذلك العام، وسُمِّي حج النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ في ذلك العام بحجة الوداع.
وأضاف السيد القائد: في حَجَّة الوداع هو -النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم- ودَّعهم، قال لهم: ((وَلَعَلِّي لَا أَلْقَاكُم بَعْدَ عَامِي هذا))، وعبارات أخرى، من ضمنها: ((يُوشِكُ أَنْ أُدعَى فَأُجِيب))، ((يُوشِكُ أَنْ يَأتِيَنِي رَسُوْلُ رَبِّي فَأُجِيب))، عبارات وجُمَل في مقامات متعدِّدة، كلها أشعرت هذه الأُمَّة بأنه على مقربةٍ من فراقها، من الوداع لها من المغادرة لهذه الدنيا الفانية.. الوداع، لم يكن هكذا مجرَّد وداع عاطفي، يقول لهم: [أنا أودعكم، أنا ذاهبٌ عنكم]، وانتهى الأمر.. الرسول صلوات الله عليه وعلى آله في مهمته ومسؤوليته الرسالية (تبليغ رسالة الله سبحانه وتعالى) هو يُقَدِّم لِلأُمَّة ما يرتبط بمستقبلها ومصيرها، فيما يمثِّل ضمانةً لها إذا تمسَّكت به بالاستقامة التَّامَّة على رسالة الله سبحانه وتعالى.

غدير خُم.. حديث الثقلين
وقال السيد القائد عبدالملك الحوثي: رسول الله أقام الحج، وعلَّم الأُمَّة بنفسه أيضاً مناسك الحج بالتفصيل، وقدَّم التعليمات المهمة جداً في خطبة يوم عرفة، وهي خطبة شهيرة جداً.. كان من ضمن ما ورد فيها: (حديث الثقلين)، وغير ذلك من التعليمات المهمة: في تحريم حرمة دماء المسلمين على بعضهم البعض، وكذلك ما يتعلَّق بحرمة أعراضهم، وأموالهم، وممتلكاتهم، والحث على وحدتهم، وتعاونهم، واستقامتهم على منهج الله الحق.
وأضاف السيد القائد: بعد اكتمال الحج، والعودة من مكَّة، وصل رسول الله ومعه الحجيج، وهم عائدون من مكَّة، إلى (الجحفة)، وهي منطقة ما بين مكَّة والمدينة، وهي إلى مكَّة أقرب.. في هذه البقعة (الجحفة) غدير يُدعى بـ(غدير خُم) في الوادي نفسه (وادي خم)، والوادي في نفس المنطقة.. وما قبل افتراق الحجاج؛ لأن من بعدها سيتفرق الحُجَّاج في وُجُهاتهم إلى بلدانهم، فما قبل هذا الافتراق نزل على رسول الله قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ}، مع أن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله عندما نزلت عليه هذه الآية المباركة، قد بلَّغ مبادئ الإسلام الكبرى، وفي مقدِّمتها: التوحيد لله، وحارب الشرك، وعمل على إنهائه في الجزيرة العربية بشكلٍ كامل.. وفي نفس الوقت بلَّغ بقية مبادئ الإسلام وشرائعه، وأركان الإسلام، كذلك ما يتعلَّق بالمواقف، المواقف الواضحة والصريحة من كل فئات الطغيان، والكفر، والشر، والضلال، والباطل.. كل هذا قد بلَّغه كمواقف، أو تشريعات إلهية (شرائع، وفرائض)، أو مبادئ وأسس ومعتقدات، فهو في المرحلة الأخيرة من حياته، ما قبل وفاته بأقل من ثلاثة أشهر.
وقال السيد القائد: إذاً يبقى هناك موضوعه في غاية الأهمية، وأهميته مرتبطةٌ بماذا؟ بكمال الدين، بقيام أمر الإسلام، واستقامة أمر الإسلام، وتمام هذا الدين.. ولهذا عبَّر عن هذه المسألة بِدِقَّة في قوله تعالى: {وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} مما يوضِّح أن النقص المتعلِّق بهذه المسألة.

وأردف السيد القائد حديثه قائلا: أمَّا قوله تعالى {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} وهي ضمانة قُدِّمت للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في العصمة.. دفع شر الناس عنه، وتمكينه من أداء هذا البلاغ بنجاح، والمسألة هذه مسألة عجيبة؛ لأنه سَيُبَلِّغ هذا البلاغ في وسطٍ إسلامي، لم يبقَ للشرك أي حضور في الساحة العربية آنذاك.
وقال السيد القائد: يتَّضح أن هذه المسألة هي مسألة ذات حساسية كبيرة، محتوى البلاغ الذي سيبلِّغه ذات حساسية كبيرة لدى الناس بكل فئاتهم؛ لأن التعبير هنا جاء عاماً: {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}.. كذلك الختام لهذه الآية المباركة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} يُبَيِّن أيضاً أن الموقف من محتوى هذا البلاغ، حينما يكون موقف الجحود، أو موقف الرفض العملي، هو خطيرٌ جداً.. ولهذا أتى الحديث بهذه الصيغة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} في التشديد على قبح وسوء أي موقف سلبي جاحد، أو رافض، لمحتوى هذا البلاغ العظيم.
وأضاف السيد القائد: الموقف المتمثل إمَّا بالجحود، أو الرفض العملي، لأمر من أمور الدين الإسلامي المهمة، العظيمة، الكبيرة، ركن من أركان الإسلام، أو مبدأ مهم وعظيم من مبادئ الإسلام.. لا يعتبر حينما يكون موقفاً سلبياً سيئاً: إمَّا جاحداً، وإمَّا رافضاً على مستوى العمل؛ لا يعتبر موقفاً هيناً عند الله، وموقفاً عادياً عند الله سبحانه وتعالى، بل يعتبر موقفاً خطيراً؛ ولهذا يأتي التصنيف عند الله سبحانه وتعالى لخطورة هذا الموقف بهذه التسمية: {وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران:97]، {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة:67].

أهمية البلاغ للناس
وأضاف السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: رسول الله اتَّجه لتنفيذ أمر الله، وتبليغ ما أمره الله بتبليغه، بطريقةٍ تُشعِرُ كذلك بأهمية ما يريد أن يُبَلِّغه للناس، وتدل على ذلك دلالةً واضحة، فهو أعلن عن اجتماعٍ طارئٍ وعام، مطلوب من كل الحجيج أن يحضروا في ذلك الاجتماع الطارئ.
وواصل السيد القائد حديثه: بعد أن أكمل صلاة الظهر، استدعى علي بن أبي طالب عليه السلام، وصعد وهو معه فوق أقتاب الإبل التي كانت قد رُصَّت، ثم خطب خطبةً عظيمةً ومهمة، والجميع يصغون له.. لأن الأجواء كلها أجواء استثنائية، اجتماع طارئ، لأمرٍ مهم، وذكر لهم هو قبل أن يبدأ حتى بخطابه، أن الله أمره بإبلاغ أمرٍ مهم، وقرأ عليهم الآية المباركة، وخطب خطبته العظيمة والمهمة.

وداع الرسول للأمة الإسلامية ليس مجرد وداع عاطفي
وقال السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: في تلك الخطبة، أخبرهم من جديد أنه على وشك الرحيل من هذه الدنيا، وهذا- كما قلنا- ليس مجرَّد وداع عاطفي؛ بل ليربط المسألة بما بعدها، بالبلاغ نفسه، البلاغ له علاقة بالموضوع، ورغم أنه على وشك الرحيل من هذه الدنيا.. إلَّا أن غيابه نقصٌ لا يُعَوِّضه شيء، نقص كبير جداً على الأُمَّة.. ((أَلَا وَإِنِّي يُوْشِكُ أَنْ أُفَارِقَكُم))، يعني: على مُقْرُبة، مقربة من الرحيل (يُوْشِك)، ((أَلَا وَإِنِّي مَسْؤُول، وَأَنْتُم مَسْؤُولُون))، وفعلاً كما قال الله في القرآن الكريم: {فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}.
وقال السيد القائد: ((أَلَا وَإِنِّي مَسْؤُول، وَأَنْتُم مَسْؤُولُون، فَهَل بَلَّغْتُكُم؟ فَمَاذَا أَنْتُم قَائِلُون؟))، لنلحظ هنا، كل هذا التعبير هو يدل على تركيز رسول الله على إقامة الحُجَّة بشكلٍ كامل.. فقام من كل ناحية من القوم مجيب؛ لأن الاجتماع كبير جداً، عشرات الآلاف من الحجيج.. يقولون: (نشهد أنك عبد الله ورسوله، قد بلَّغت رسالاته، وجاهدت في سبيله، وصدعت بأمره، جزاك الله خير ما جزا نبياً عن أمته).. وهذا شهادة له، شهادة له بالإبلاغ، وبما هو أكثر من الإبلاغ، وهو مسألة: العمل على إقامة دين الله، وهداية عباد الله، وإرساء دعائم الإسلام.

وأردف السيد القائد قائلا: ثم واصل -رسول الله محمد- خطبته، إلى أن قال: ((يَا أَيُّهَا النَّاس، إِنَّ اللَّهَ مَوْلَايَ، وَأَنَا مَولَى المُؤمِنِين، أَولَى بِهِم مِنْ أَنفُسِهِم، فَمَن كُنْتُ مَولَاهُ، فَهَذَا))، وأخذ بيد عليٍّ عليه السلام ورفعها مع يده وقال: ((فَهَذَا عَلِيٌّ مَولَاه، اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاه، وَعَادِ مَنْ عَادَاه، وَانصُر مَنْ نَصَرَه، وَاخذُل مَنْ خَذَلَه)) واستمر في خطابه، مؤكِّداً أهمية الموضوع، ومستشهداً عليهم بالبلاغ، قائلاً لهم، وهو يكرر الاستشهاد عليهم بأنه قد بلَّغهم: ((أَلَا هَلْ بَلَّغْت؟)).. وهم يجيبونه: (اللَّهُمَّ بَلَى)، فيقول: ((اللَّهُمَّ فَاشْهَد))، ويكرِّر ذلك لثلاث مرَّات: ((أَلَا هَلْ بَلَّغْت؟))، وهم يقولولن: (اللَّهُمَّ بَلَى)، فيقول: ((اللَّهُمَّ فَاشْهَد)).. ويحرص مع ذلك على أن يصل هذا البلاغ إلى مجتمعاتهم وقبائلهم، وأن يستمر في الأُمَّة جيلاً بعد جيل؛ ولهـذا قال: ((فَليُبَلِّغِ الشَّاهِدُ مِنْكُمُ الغَائِب))؛ لأنه مطلوب أن يصل هذا البلاغ إلى الآخرين.. فنزل قول الله سبحانه وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.

التحذير القرآني من التولي لليهود والنصارى
وقال السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي: التحذير القرآني من التولي لليهود والنصارى يشمل كل أشكال التعاون معهم ضد الإسلام والمسلمين.. التحذير من التولي لليهود والنصارى يشمل الخضوع لهم، والتعامل معهم كجهة آمرة موجهة في مختلف شؤون الحياة.. التولي لليهود والنصارى قضية خطيرة جدا، لأنها إخلال كبير جدا في الانتماء الإيماني يصبح الإنسان محسوبا منهم في إجرامهم وضلالهم وفسادهم.
وأضاف السيد القائد: كثير من الناس يتهاون مع قضية الولاء لليهود والنصارى بسبب غياب التثقيف الديني والتبيين الذي يوضح خطورة ذلك التولي.. غياب التثقيف الديني يجعل الكثير من الناس يتحركون بما فيه خدمة لليهود والنصارى أو تأييد مواقفهم.. مسألة التولي لليهود والنصارى ليست عادية لأنها تتجه في تأثيراتها السيئة على الالتزامات في المبادئ والمواقف.. القرآن يرسخ لدينا كمسلمين النظرة الصحيحة تجاه اليهود والنصارى كأعداء، واليهود أشد عداء من غيرهم.
وأردف قائلا: من الغريب أن تتجه الأمة لولاية من يعاديها في كل أنشطته وبرامجه وتوجهاته وسياساته.. الأعداء لا يريدون للأمة الإسلامية أي خير وعزة ولا أي نهضة وخير في كل شؤون الحياة.. الأعداء يعملون على أساس الإضلال والخداع لأمتنا الإسلامية من خلال العناوين الجذابة.. الأعداء يريدون للأمة أن تضل وأن تضيع في دينها ودنياها..
الأعداء لديهم نشاط مكثف وجاد ومتسارع ومستمر في الإفساد الشامل لكل مناحي الحياة.

الأعداء يعملون على تحويل الأمة إلى أمة مطيعة لهم
وأكد السيد القائد عبدالملك الحوثي أن الأعداء يعملون على أن تتحول الأمة الإسلامية إلى مطيعة لهم، سواء من الحكومات أو الشعوب والأحزاب والكوادر والنخب.. مشيرا إلى أن الأعداء يعملون على أن تتقبل الأمة إملاءاتهم وأن تتأثر بأفكارهم.. منوها إلى أن هناك حالة خطيرة من داخل الأمة تلتقي بخطر العدو تتمثل بحركة النفاق التي تتماهى مع الأعداء.
وقال السيد القائد: حركة النفاق تدفع بالأمة نحو اتخاذ اليهود والنصارى أولياء، لأنها تسعى لتقديم ما تعتبره توددا إليهم لخدمتهم.. خطورة الانحراف تتجه بالأمة نحو اتخاذ اليهود والنصارى أولياء في الموقف والتمكين من السيطرة عليها.. اطمأن البعض في الولاء للأعداء ومهما كانت الحسابات السياسية فإن العاقبة هي الندم والخسران.
وأكد السيد القائد أن الآيات القرآنية ترسخ الرؤية الصحيحة للأمة بما يحميها من الانزلاق والتورط في اتجاه الأعداء.. مشيرا إلى أن الأعداء حريصون على قولبة الأمة بما يخدم مصالحها عبر فرض الإملاءات والتدخل في شؤون الحياة المختلفة.. محذرا من الانحراف والتحريف والانصراف عن هدى الله باعتباره حالة ارتداد

الأمة في إطار الصراع مع الأعداء هي في إطار مهمة مقدسة
وأضاف السيد القائد: القرآن قدم الولاية كأساس إيماني يحمي الأمة من ولاية أعدائها ويصلها بنصر الله في موقع الصراع مع الأعداء.. أبرز عنوان يعبر عن توجهات الأعداء هو الظلم في أعمالهم وسياساتهم ومواقفهم.. الأمة في إطار الصراع مع الأعداء هي في إطار مهمة مقدسة.. المسؤولية المقدسة لأمة الخير في مواجهة شر اليهود والقيام بالقسط والعدل والتحرك بقيم الحق بما تحمله من هدى ونور للبشرية.

من خبث اليهود أن يعملوا على تقديم أنفسهم كجهة تمثل الخير والنور
وقال السيد القائد عبدالملك الحوثي: ليس صحيحاً أن تكون عناوين المواجهة مع اليهود حصرية ومحدودة دون أن تسند الأمة حقها في الأرض إلى قيمها الإيمانية.. من خبث اليهود أن يعملوا على تقديم أنفسهم كجهة تمثل الخير والنور في مواجهة الحركات “الظلامية والإرهابية والمخربين”.. الشيء المؤسف أن يعمل اليهود في أسلوبهم على تجريد الأمة من التحرك في العناوين الإيمانية.. من المؤسف أن تقبل الأمة التحرك في إطار عناوين حقوقية مجردة أو سياسية مجردة وتترك لليهود أن يحملوا عناوين دينية.
وأكد السيد القائد أنه إذا جُردت الأمة من إيمانها فإنها ستفقد أشياء كثيرة جداً في مقدمتها الارتباط بالله في أداء مسؤوليتها العظيمة والمقدسة.. معبرا عن أسفه حين تهبط الأمة إلى عناوين بسيطة جدا، وكأن قضيتها مجردة عن الحق والعدل والخير.. منوها إلى أن عنوان المطالبة بالأرض بشكل مجرد عن كل ما يعطيه قدسية يعتبر هبوطا له تأثيره حتى على المستوى النفسي.

أبرز عنوان لولاية الطاغوت والشيطان هو الظلم والظلمات
وأضاف السيد القائد عبدالملك الحوثي: اليهود يهبطون في الأمة بقضيتها بما يؤثر عليها نفسيا ومعنويا وعلى مستوى الرعاية والتأييد الإلهي.. على عكس اتجاه الأمة، يحمل اليهود كل العناوين الدينية ويحشدونها بغير حق وفي غير محلها بل يسيئون إليها.. اليهود يعملون على تقديم العناوين الدينية لإجرامهم وفسادهم مع محاولة سلب الأمة كل ما يؤهلها لتكون بمستوى المواجهة.. اليهود يستهدفون الأمة في البصيرة والوعي، وعلى مستوى الحالة المعنوية في الإضلال والإفساد والحرب الناعمة الشيطانية.
وأكد السيد القائد أن الإيمان بولاية الله يصل الأمة بهدى الله وتعليماته الحكيمة ويربطها في مختلف شؤون حياتها بذلك.. كما أن الإيمان بولاية الله يجعل مسيرة الأمة في الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها على أساس تعليمات الله وتوجيهاته القيمة والحكيمة.
وأضاف السيد القائد: أبرز عنوان لولاية الطاغوت والشيطان هو الظلم والظلمات.. من يوالي اليهود يتحول إلى ظالم، وهل هناك أظلم مما يفعله العدو الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني في قطاع غزة؟!!.. ما يفعله العدو الإسرائيلي في غزة هو في منتهى الظلم وأبشع أنواع الظلم.. ظلم الأعداء لا يقتصر على الإجرام بالقتل، بل في الضلال العقائدي والفكري والثقافي والسياسي.
وقال السيد القائد: كل أشكال الضلال هي من الظلم للناس، وإفساد المجتمعات البشرية هو من الظلم للناس.. الظلاميون والطغاة المجرمون يعملون على أن يجردوا الأمة من كل القيم ومن كل عناوين الخير.

الأعداء يسعون لتجريد الأمة من الأسس الإيمانية فتبقى أمة بدون جذور
وقال السيد القائد عبدالملك الحوثي: الظلاميون والطغاة يحملون عناوين الخير بشكل زائف ومتباين معها تماما لضرب الأمة في روحها المعنوية.. الأعداء يسعون لتجريد الأمة من الأسس الإيمانية فتبقى أمة بدون جذور يسهل عليهم اقتلاعها.. الأعداء من اليهود والنصارى يتجهون وبشكل واضح إلى فرض ولايتهم على المسلمين لفرض السيطرة التامة عليها.. الأعداء لا يتجهون لمجرد السيطرة العسكرية، بل يتجهون لبرمجة دين الأمة وهويتها بما يحقق أهدافها بالسيطرة التامة.
وأضاف السيد القائد: وعي الأمة بخطورة الولاية للأعداء يمنعها من تقبل طاعتهم والخضوع لهم.. حركة النفاق تلتقي مع الأعداء بالاتجاه عمليا في تحقيق خطوات متقدمة في السيطرة على الأمة.. الأعداء يعملون على تصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائي، وما يرتكبونه من إبادة جماعية تأتي في هذا السياق.. الأعداء يعملون على إزاحة العوائق أمامهم في فلسطين وما بعدها.
وأكد السيد القائد أن نظرة الأمة إلى الأعداء يجب أن تكون على أساس الحقائق القرآنية ومصاديقها في الواقع واضحة.. المخطط الصهيوني في المنطقة واضح وهم يلتزمون به ويؤكدون ارتباطهم به ولا ينكرونه خطواته العملية.. عنوان المخطط الصهيوني الذي يكررونه باستمرار هو تغيير وجه “الشرق الأوسط”.

نحن في مرحلة مهمة وحساسة جدا في الصراع مع اليهود الصهاينة
وأكد السيد القائد عبدالملك الحوثي أن عنوان “تغير وجه الشرق الأوسط” يعني إخضاع المنطقة بكل شعوبها تحت سيطرتهم والتحكم بها في كل المجالات.. مشيرا إلى أن النظرة إلى الأعداء يجب أن تكون من خلال إجرامهم الذي يحصل في قطاع غزة.. مع النظرة العاطفية للتضامن مع الشعب الفلسطيني يجب أن تكون هناك رؤية ينبى على أساسها الموقف ضد اليهود الصهاينة.. لا ينبغي أن يخدع الإنسان نفسه ويخالف القرآن والواقع، ويقبل بنظرة ساذجة غبية ترى في اليهود الصهاينة أنهم فئة يمكن السلام معها.
وقال السيد القائد: نحن في مرحلة مهمة وحساسة جدا في الصراع مع اليهود الصهاينة.. هناك خياران في هذه المرحلة، إما الخنوع لليهود الصهاينة أو مواجهة مؤامراتهم وشرهم وطغيانهم.. الخضوع لليهود الصهاينة فيه خسارة الدنيا والآخرة، وفيه الشقاء والهوان والخزي والخسارة للكرامة الإنسانية.. الخضوع لليهود الصهاينة تمكين لهم من كل شيء، ولا يبقى للأمة الأمن والاستقلال والكرامة.
وأكد السيد القائد أن خيار المواجهة لليهود الصهاينة على أساس الوعي والبصيرة والشعور بالمسؤولية يحافظ على الحقوق والأوطان.. مشيرا إلى أن الأعداء يتجهون إلى إزاحة أي عائق في هذه الأمة، لأنهم يريدون أن يحكموا السيطرة عليها.

العدوان الإسرائيلي على إيران
وحول العدوان الإسرائيلي على إيران قال السيد القائد: العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران جاء في سياق استهداف غربي يرى فيها أنموذجا مستقلا داعما للقضية الفلسطينية.. فالعدو الإسرائيلي ومن خلفه الغرب يرون في الجمهورية الإسلامية في إيران دولة تبني نهضة حضارية وقوة إسلامية.. لا يريد الإسرائيلي ولا الأمريكي ولا البريطاني ومن معهم أن يكون في وسط المسلمين وواقعهم أي دولة مستقلة لا تخضع لهم.
وأضاف السيد القائد: العدوان الإسرائيلي على إيران عدوان مكشوف، بلطجي وقح لا يراعي أي اعتبارات.. العدوان الإسرائيلي على إيران اعتداء ظالم وإجرامي استهدف قادة عسكريين إيرانيين وعلماء في المجال النووي وأبناء الشعب الإيراني.. العدو الإسرائيلي استهدف في خطوة عدوانية خطيرة جدا منشأة نووية دون أن يبالي بما قد يحدث نتيجة لذلك من تلوث إشعاعي نووي.. لولا أن هناك إنشاءات أرضية كبيرة في المنشأة النووية المستهدفة لربما كانت النتائج خطيرة جدا.

العدوان الإسرائيلي على إيران غاشم وإجرامي وله مخاطره حتى على مستوى المنطقة بكلها
وقال السيد القائد: العدو الإسرائيلي مجرم وجريء لارتكاب جريمة فظيعة جدا، عدو ليس له أي تبرير في عدوانه على الجمهورية الإسلامية في إيران.. كل ما يرفعه العدو الإسرائيلي من تلفيقات وذرائع ومبررات هي سخيفة للغاية.. المواقف بالنسبة للدول العربية والإسلامية مجمعة على إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، وهذا شيء جيد وإيجابي.. يجب أن يكون الموقف السياسي والإعلامي وكل المستويات مساند للجمهورية الإسلامية باعتبارها معتدى عليها.
وأضاف السيد القائد: العدوان الإسرائيلي على إيران غاشم وإجرامي وله مخاطره حتى على مستوى المنطقة بكلها.. المهم من كل الأنظمة العربية والإسلامية أن تكون ثابتة على موقفها في إدانة العدوان الإسرائيلي ومستمرة على موقفها السياسي والإعلامي.. وعلى الأنظمة العربية والإسلامية ألا تخضع للإملاءات الأمريكية والغربية في اتخاذ موقف مغاير سرا أو علنا.
وأردف السيد القائد قائلا: بالنسبة للموقف الغربي هو واضح في انحيازه كالعادة مع العدو الإسرائيلي.. كل ما يسعى له الأمريكي البريطاني الفرنسي والمجتمع الغربي بشكل عام هو احتواء الرد الإيراني.. إذا لم يتمكن الغرب من احتواء الرد الإيراني بالضغط السياسي وغيره فتوجههم هو التعاون مع العدو في التصدي للرد الإيراني.. الغرب بعيد كل البعد ومتباين مع العناوين التي يرفعها عن حقوق الشعوب وحقوق الإنسان وحتى فيما يتعلق بالقانون الدولي وغيره.. الموقف الإيراني قوي ومتكامل رسميا وشعبيا، وهو يمتلك المقومات اللازمة لقوة الموقف معنويا وماديا.

العدوان الصهيوني لن يتجه بإيران إلى الانهيار والضعف
وقال السيد القائد عبدالملك الحوثي: وضع الجمهورية الإسلامية في إيران متين ومتماسك عسكريا واقتصاديا واجتماعيا.. بُنية النظام الإسلامي في إيران قوية ومتماسكة، والعدو الإسرائيلي تورط في عدوانه على الجمهورية الإسلامية.. العدوان الصهيوني لن يتجه بإيران إلى الانهيار والضعف، بل هو فرصة لإلحاق الهزائم الكبيرة بالعدو والتنكيل به.. العدوان الصهيوني فرصة لإعادة الاعتبار للجمهورية الإسلامية وللأمة بكلها تجاه غطرسة وإجرام العدو الإسرائيلي.
وأضاف السيد القائد: انتصار الجمهورية الإسلامية في هذه المواجهة لمصلحة القضية الفلسطينية.. أول مستفيد من الرد الإيراني ضد العدو الإسرائيلي ومن قوته وتأثيره هو الشعب الفلسطيني المظلوم.. الجمهورية الإسلامية في إيران تغيظ الأعداء لأن موقفها متميز من بين كل هذا المحيط من التخاذل العربي والإسلامي.. لإيران موقف متميز في نصرة الشعب الفلسطيني ودعمه.. الانتصار في الرد الإيراني هو مصلحة لكل دول المنطقة، لأن العدو الإسرائيلي خطر عليها وفي المقدمة الدول العربية.
وأردف قائلا: من المهم لكل دول المنطقة أن تؤيد الموقف الإيراني وأن تدرك أنه لمصلحتها جميعا، لأن المنطقة بحاجة لردع العدو الإسرائيلي.. ردع العدو ومنعه من الانفلات والبلطجة ومن فرض معادلة الاستباحة مسألة مهمة ولمصلحة الجميع في المنطقة.. العدو الإسرائيلي يسعى بدعم أمريكي وفرنسي وبريطاني وألماني إلى فرض معادلة الاستباحة على هذه الأمة.. العدو يسعى إلى أن تكون يده مطلقة ليفعل ما يشاء ويريد ضد أي بلد عربي ومسلم.. أخطر شيء على المسلمين حكومات وشعوب هو القبول بمعادلة الاستباحة لمصلحة الإسرائيلي والأمريكي.

لا مبرر لأن تقبل الأمة بالاستباحة أبدا
وأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي مجرم وحقود ومستهتر بالدماء، وإذا أصبحت يده مطلقة لفعل ما يشاء، فهو لن يتردد في فعل أسوأ الأشياء.. لا مبرر لأن تقبل الأمة بالاستباحة أبدا، وبدون الردع لن يتوقف العدو عن الإجرام.. لا يوجد أي مبرر إطلاقا للقبول بالاستباحة والله قدم ضمانة بالنصر والعون والتأييد.. نحن في اليمن نؤيد الرد الإيراني وشركاء في الموقف بكل ما نستطيع.. نتوجه بالعزاء إلى القيادة الإيرانية والشعب الإيراني والمباركة للشهداء فيما فازوا به من الشهادة.
وأكد السيد القائد أن أي بلد إسلامي يدخل في مواجهة مع العدو الإسرائيلي فإن المسؤولية والمصلحة الحقيقية للأمة هي في مساندته وتأييد موقفه.. نحن مستمرون في الإسناد لغزة ونصرة الشعب الفلسطيني وفي حرب مفتوحة مع العدو الإسرائيلي.. موقفنا ثابت ومستمر في إطار مهامنا الجهادية في سبيل الله تعالى.
واختتم السيد القائد كلمته بمناسبة عيد الولاية بتأكيده على أن العدو الإسرائيلي في عدوانه على الجمهورية الإسلامية في إيران قد استباح أجواء دول عربية ولا يبالي بها.. منوها إلى أن العدو الإسرائيلي وهو يستبيح دولا عربية يعتبرها ضمن مخططه الصهيوني ومن البلدان التي يسعى إلى احتلالها والسيطرة عليها.. مؤكدا أن الأمة بحاجة إلى استعادة معادلة الردع في مواجهة العدو الإسرائيلي وليس القبول بمعادلة الاستباحة.

مقالات ذات صلة